في ظل الظروف اللى احنا بنعيشها كتير منا منهك من التفكير و بيسيطر عليه الشعور بالإحباط
الشديد..
و كلنا بنسأل نفسنا اسأله كتير زي..
هو اللى لسة بيروح الميدان ده صح؟
طب ايه اللى ممكن يحصل علشان الناس تهدى؟
طب بكرة لما تيجي جمعة الرحيل حيخلي الأمور تتحسن؟
هل حنعرف نمشي في الشوارع بليل عادي؟
ممكن ننام من غير ما نسمع طلقات الرصاص؟
طب يوم الجمعة نعمل ايه نتفرج؟ ننزل نمنع الناس و لا نروح معاهم؟
ممكن نسيب الأسئلة دي شوية و نتكلم مع بعض بدل ما كل واحد يفكر لوحده.
و لعل نجد راحة لقلوبنا مما نعانيه
بعد خطاب الرئيس الأخير ذهبت بعيداً عن اسرتي
و شعرت اني تائهة حتى ظنوا اني ابكي من أجل كلام الرئيس
و لكن فى الحقيقة كنت انظر الى السماء و بدأت افكر بما كنت اتمنى
و ادعو به و كان دعائي "أن يعز الأمة على ايدينا
بأن يهدي شبابنا, بعودة المسجد الأقصى, بنصرة الدين...... الخ"
و لكني لا اعلم كيف يستجاب لهذا الدعاء, كنت اتخيل ان يأتي قدوة مثل صلاح الدين نلتف حوله
و نؤيده و نذهب خلفه اينما ذهب و نكون على يقين بأن خطواته هي الحق و للحق..
و لكنني صدمت بتغير مختلف تماماً .. لا أدري كلما قلت لعله خير
اجد الأمور تزداد تعقيداً و سوء.. لماذا تتسارع الأحداث بطريقة
تجعل رأسي على وشك الإنفجار من كثرة التطورات و الشائعات
و اختلاف الأراء حتى بين افراد المنزل الواحد؟
فكرت ان احنا عمرنا ما شوفنا حرب و لا دمار
و لا عشنا فى جو قلق رصاص و ضرب
و اننا نخاف ننزل الشارع و لو نزلنا نشيل معنا حاجة للحماية..
و لكن لكي يستجاب دعاء لنصر الأمة كان فى صفات محتجينها
كيف نصلح امة بدون التعرض للمصاعب بل للمخاطر
لو كنا نظن ان التغيير أو النصرة تأتي فى الرخاء فكان
اولى ان يكون دخول الإسلام فى الرخاء ان يدعو رسول الله
قومه فيستجيبوا و ينتشر الإسلام على وجه الأرض
و لكن التغيير لا يحدث بدون الألم و الكرب
مع الأسف ان الصحابة كانوا عارفين انهم مع الحق
و حتى لو فى حاجة غلط الوحي بينزل
لكن احنا مش على يقين الحق فين و اختلطت علينا الأمور
لكن خلينا نقول لو لم يحدث ما حدث
1- مكنش الشباب اللى مش حاسس بأهميته
يعرف انه ممكن يحمي شارع بكل من يسكنه
و يكون سبب لشعور الناس بالأمان
2- مكنش حد فينا عرف يعني ايه سياسة
يعني ايه اشخاص تكون سبب لترويع شعب كامل
تمسكاً بالسلطة
3- مكناش حنعرف ان الشرطي من اول شرطي المرور لحد حراسة السجون
من غيرهم بلدنا عاملة ازاي
4- مكناش حنعرف ان فى رجالة بيدافعوا عن مصر
من اول الطفل الصغير اللى شايل عصاية لحد
الكبار اللى بيحموا بيتهم و اولادهم
5- فاكرين لما كنا بنقول اننا منعرفش جارنا دلوقتي اللجان الشعبية
عملت شبكة جديدة من العلاقات مش بس العمارة الواحدة
ده الحي كله
و لكن مع وجود الإيجابيات ديه مازال العقل يسأل.. اين المخرج؟
انا عن نفسي فكرت في بعض الأمور التى احسبها ان تهون علينا..
1- كفاية متابعة قنوات التليفزيون كل ثانية و اكتفي بأنك تتفرج على الموجز من خلال النت او الجرايد
أو حتى الإعادة - لأنها سبب فى الإحباط و زعزعة الثبات و اعتقاد بأن هناك مخرج.
2- مش لازم يبقى عندنا كل الأجابات, لما قدر الله لسيدنا ابراهيم ترك السيدة هاجر و اسماعيل بلا معرفة السبب و لكن يقينه جعله يمتثل لأمر الله و فعل ما هو يطمأن قلبه و هو الدعاء بأن يجعل الله عز و جل هذا البلد امناً و كما جاء فى بقية الاية - مش معنى كده اننا منفكرش لكن يكون يقيننا فى الله كبير و لا نستهين بالدعاء و تأثيره فى إصلاح الأوضاع.
3- تأمل الايات دي
مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً - النساء79
يمكن يكون اللى احنا فى من ذنب انا و انت عملنا و لو توبنا بصدق يكون سبب لنجاة الأمة.
4- لعلى صيام او قيام او دعاء بخشوع او دمعة من عين عبد او امة مخلصين يكون مخرج للأمة.
5- فالنعمل على إصلاح النفس و البلد بكثرة الأعمال الصالحة
مهما كان هذا العمل صغير فى شأنه لعله يكون بر الوالدين كخدمة امهاتنا فى اعمال المنزل
أو اصلاح ما أصاب شوارعنا من أضرار.
6- لا تستمع لوساوس الشيطان بأننا لا نستطيع فعل شئ, فهذا انسب وقت
لكي يبث فينا فى قلوب المؤمنين اليأس و ان يلهينا عن التقرب من الله بالفتن حتى تنهار الأمة.
اخيراً, نحن أمة تعبد ربها فى السراء و الضراء كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فى وصف المؤمن
عجبا لأمر المؤمن . إن أمره كله خير . وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن .
إن أصابته سراء شكر . فكان خيرا له . وإن أصابته ضراء صبر . فكان خيرا له
المصدر: صحيح مسلم - خلاصة حكم المحدث: صحيح
و قول الله عز و جل فى مخاطبته للمؤمنين
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ - البقرة153
مش معنا ده اننا مينفعش نحزن أو نبكي أو ننفعل ,احنا بشر
لكن فى الوقت نفسه لا نيأس من روح الله و لا نيأس الناس اللى حولينا و مش عيب اننا نحاول
نخفف من احزان من حولنا بأننا نضحكهم أو نثبتهم فى مواطن الجزع..
كل واحد فينا لازم مش بس يرضى لكن يكون فرحان ان ربنا
اوجدنا فى هذا الزمن و انه جعل الإسلام ديننا
و جعلنا نمتثل لكتابه و سنته على الرغم من عدم وجود رسول الله بجانبنا
ليوجهنا و لكن ترك فينا ما يجعلنا على الصراط المستقم
مهما اختلفنا فى الأراء يبقى إيماننا عامل مشترك بيننا
اللهم اجعل هذا البلد امناً
اللهم لا تأخذنا بذنوبنا واعف عنا واغفر لنا زلاتنا
ولا تعاملنا بما نحن أهله عاملنا بما أنت اهله
اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها و ما بطن
اللهم ليس لها من دونك كاشفة
اللهم الطف بهذه الامة
يا لطيف يا رحيم يا عفو يا حفيظ
اغثنا اغثنا اغثنا اغثنا
آخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام علي خاتم الأنبياء والمرسلين
اميـــــــــــــن
No comments:
Post a Comment