Wednesday, January 6, 2010

صدق الله فصدقه الله




احياناً نحكم على الناس بالظاهر و ننسى ان الظاهر جزء و انما الباطن هو الاهم و هو كافي ليجعلك مميز بين الناس و مميز عند الخالق و لذلك يأتي الله بدرس يعلمنا معنى التقوى الحقيقية.

و كان علمني الله هذا الدرس من حارس عمارتنا, كان شاباً يميزه انه دائماً يقرأ القران و لا تفارق الابتسامة وجهه فهي تنم عن رضا لله عز و جل.

و فى يوم اعتقد انه كان ليلة عيد الفطر ,كان هناك حادث سرقة بالعمارة المجاورة و سمع الحارس صوت صراخ ثم وجد السارق يجري فى شارعنا فأخذ الحارس يجري ورائه حتى وصل للكرنيش فالقى السارق المجوهرات التى سرقها و القى نفسه فى النيل و لم يفكر الحارس فى حياته و لا فى برودة الطقس و لا فى الظلام الشديد و كل ما فكر فيه هو ان يأتي بالسارق و القى بنفسه ورائه و لكن من مكان مختلف بجانب الكبري فاصتدم ببنية الكبري و توفه الله.

و كان هناك حارس اخر للعمارة من اهله و كان كبير السن فبكى عندما علم انه مات و قال انه فى رمضان كان يتحدث معه و قال له "نفسي اموت شهيد"..

اكثر شئ اثر في نفسي انه عندما وضعه الله امام الاختبار ان يلقي بنفسه فى النيل فعلها دون تردد,و لكن لماذا من اجل سارق لا يعني له شئ و لا حتى سرق من العمارة التى يعمل بها.

الجواب هو انه صدق الله فصدقه ... و كفاه انه ترك فى النفوس شئ لن ننساه و سبحان الله ان مازال مصحفه فى المكان الذي كان يتركه عندما كان يفرغ من القراءة فوق عداد العمارة.. و عليه اسمه "عبد السلام"



عند خروجي من المنزل ارى قرأنه و لقد اصبح مهجوراً بعد موت صحابه لكنه سيكون عليه شهيداً يوم القيامة بأذن الله.

رحمه الله كان قدوة فى حياته و مماته, قلنا كثير فمتى نصدق القول بعلم .. نسأل الله الهداية و ان يرزقنا الصدق و الاخلاص.


No comments:

Post a Comment