Friday, February 10, 2012

قصة جمل جابر


http://fc07.deviantart.net/fs9/i/2006/027/3/8/still_camel_by_muted_pain.jpg


عندما استمع لقصص من سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم اتعجب من اهتمامه بمن حوله و هو اكثر الخلق انشغالاً بهموم دعوته و تبليغ ايات الله و تحمل ما يصيبه هو و الصحابة من اذى .. كان به رفق يسع الجميع, لقد شمل الصحابة باحتوائه لهم - كما وصفه الله عز و جل فى سورة التوبة. 

لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ-التوبة128

 كم اتمنى ان شيوخنا و علماء المسلمين يحتونا هكذا و يحرصوا على ما يداوي ألامنا .. كحرصهم على التحريم و انكار المنكرات.. ارى فى قصة جابر بن عبد الله رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه و سلم درس لكل من يحمل هم الدعوة كيف يكون التعامل مع العلم ان هذا الموقف حدث و هم فى الطريق إلى القتال و لكن رسول الله (ص) كان يستثمر كل ثانية ليغمر بحنانه من حوله.. اسأل الله ان يجمعنا به و ان نقتدي به فى كل أمورنا..

==================

جابر بن عبدالله رضي الله عنه الصحابي الجليل .. قتل أبوه فى معركة أحد وخلف عنده تسع أخوات ليس لهن عائل غيره وخلف ديناً كثيراً علي ظهر هذا الشاب الذي لا يزال فى أول شبابه فكان جابر دائماً وساهم فى الفكر منشغل البال بأمر دينه وأخواته والغرماء يطالبونه صباحاً ومساءاً ..


خرج جابر مع النبي صلي الله عليه وسلم فى غزوة ذات الرقاع وكان لشدة فقره علي جمل كليل ضعيف ما يكاد يسير ولم يجد جابر مايشتري به جملاً فسبقه الناس وصار هو فى آخر القافلة وكان النبي صلي الله عليه وسلم يسير فى آخر الجيش فأدرك جابراً وجمله يدب به دبيباً والناس قد سبقوه ..


فقال النبي صلي الله عليه وسلم :" مالك ياجابر .؟"


قال : يارسول الله أبطأ بي جملي هذا ..


فقال النبي صلي الله عليه وسلم :" أنخه " !! فأناخه جابر وأناخ النبي صلي الله عليه ناقته ..


ثم قال :" أعطني العصا من يدك أو اقطع لي عصا من شجرة " فناوله جابر العصا برك الجمل علي الأرض كليلاً فأقبل صلي الله عليه وسلم إلي الجمل وضربه بالعصا شيئاً يسيراً فنهض الجمل يجري قد امتلأ نشاطاً فتعلق به جابر وركب علي ظهره ..


مشي جابر بجانب النبي صلي الله عليه وسلم فرحاً مستبشراً وقد صار جمله نشيطاً سابقاً التفت صلي الله عليه وسلم إلي جابر وأراد أن يتحدث معه فما هي الأحاديث التي اختارها النبي صلي الله عليه وسلم ليثيرها مع جابر ..


جابر كان شاباً فى أول شبابه هموم الشباب فى الغالب تدور حول الزواج وطلب الرزق ..


قال صلي الله عليه وسلم :" ياجابر .. هل تزوجت .؟ " ... قال جابر : نعم ..


قال :" بكراً .. ....أم ثيباً .؟" ...قال : بل ثيباً ..


فعجب النبي صلي الله عليه وسلم كيف أن شاباً بكراً فى أول زواج له يتزوج ثيباً فقال ملاطفاُ لدابر :" هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك " ...


فقال جابر : يارسول الله إن أبي قتل فى أحد وترك تسع أخوات ليس لهن راع غيري فكرهت أن أتزوج فتاه مثلهن فتكثر بينهن الخلافات فتزوجت امرأة أكبر منهن لتكون مثل أمهن هذا معني كلام جابر ..


رأي النبي صلي الله عليه وسلم أن أمامه شاباً ضحى بمتعته الخاصة لأجل إخواته فأراد صلي الله عليه وسلم أن يمازحه بكلمات تصلح للشباب ..


فقال له :" لعلنا إذا أقبلنا إلي المدينة أن ننزل فى صرار أي موضع علي بعد 5 كم من المدينة ..فتسمع بنا زوجتك فتفرش لك النمارق " ..


يعني : وإن كنت تزوجت ثيباً إلا أنها لا تزال عروساً تفرح بك إذا قدمت وتبسط فراشها وتصف عليه الوسائد ..


فتذكر جابر فقره وفقر أخواته .. فقال : نمارق .!! والله يارسول الله ما عندنا نمارق ...


فقال صلي الله عليه وسلم :" إنه ستكون لكم نمارق إن شاء الله " ...


ثم مشيا فأراد صلي الله عليه وسلم أن يهب لجابر مالاً فالتفت إليه وقال :" ياجابر " .. قال : لبيك يارسول الله ، فقال :" أتبيعني جملك .؟"


تفكر جابر فإذا جمله هو رأسماله هكذا كان وهو كليل ضعيف فكيف وقد صار قوياً جلداً ..!!


لكنه رأي أنه لا مجال لرد طلب رسول الله صلي الله عليه وسلم قال جابر : سمه يارسول الله بكم .؟ فقال صلي الله عليه وسلم :"بدرهم !!" ..قال جابر : درهم .؟! تغبنني يارسول الله ..


فقال صلي الله عليه وسلم :" بدرهمين " ..قال : لا تغبنني يارسول الله فما زالا يتزايدان حتي بلغا به أربعين درهماً أوقية من ذهب ..


فقال جابر : نعم ولكن أشترط عليك أن أبقي عليه إلي المدينة قال صلي الله عليه وسلم :"نعم" ...


فلما وصلوا إلي المدينة مضي جابر إلي منزله وأنزل متاعه من علي الجمل ومضي ليصلي مع النبي صلي الله عليه وسلم وربط الجمل عند المسجد فلما خرج النبي صلي الله عليه وسلم قال جابر : يارسول الله هذا جملك ...فقال صلي الله عليه وسلم :" يابلال أعط جابراً أربعين درهماً وزده "


فناول بلال جابراً أربعين درهما وزاده فحمل جابر المال ومضي به يقلبه بين يديه متفكراً فى حاله ماذا يفعل بهذا المال .؟! أيشتري به جملاً أم يبتاع به متاعاً لبيته أم ....


وفجأة التفت رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي بلال وقال :" يابلال خذ الجمل وأعطه جابراً " أخذ بلال الجمل ومضي به إلي جابر فلما وصل به إليه تعجب جابر هل ألغيت الصفقة .؟!


قال بلال : خذ الجمل ياجابر قال جابر : ما الخبر .!! قال بلال : قد أمرني رسول الله صلي الله عليه وسلم أن أعطيك الجمل والمال فرجع جابر إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وسأله عن الخبر أما تريد الجمل .؟


فقال صلي الله عليه وسلم :" أتراني ماكستك لآخذ جملك .؟"


يعني : أنا لم أكن أطالبك بخفض السعر لأجل أن أخذ الجمل وإنما لأجل أن اقدر كم أعطيك من المال معونة لك علي أمورك ..


فما أرفع هذه الأخلاق يختار ما يناسب الشاب من أحاديث ثم لما أراد أن يحسن إليه ويتصدق عليه غلف ذلك باللطف والأدب ..


من كتاب "استمتع بحياتك / اختر الكلام المناسب"

==================

رواية الحديث من موقع الدرر السنية

عن جابر بن عبد الله قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة ذات الرقاع من نخل على جمل لي ضعيف فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت الرفاق تمضي وجعلت أتخلف حتى أدركني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مالك يا جابر قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبطأ بي جملي هذا قال أنخه قال فأنخته وأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أعطني هذه العصا من يدك أو اقطع عصا من الشجرة ففعلت فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخسه بها نخسات ثم قال اركب فركبت فخرج والذي بعثه بالحق يواهق ناقته مواهقة قال وتحدثت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتبيعني جملك هذا يا جابر قال قلت بل أهبه لك قال لا ولكن بعنيه قال قلت فسمنيه قال قد أخذته بدرهم قال قلت لا إذا تغبنني يا رسول الله قال فبدرهمين قال قلت لا قال فلم يزل يرفع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ الأوقية قال فقلت أفقد رضيت قال نعم قلت فهو لك قال قد أخذته ثم قال يا جابر هل تزوجت بعد قال قلت نعم يا رسول الله قال أثيبا أم بكرا قال قلت بل ثيبا قال أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك قال قلت يا رسول الله إن أبي أصيب يوم أحد وترك بنات له سبعا فنكحت امرأة جامعة تجمع رءوسهن فتقوم عليهن قال أصبت إن شاء الله أما إنا لو جئنا صرارا أمرنا بجزور فنحرت فأقمنا عليها يومنا ذلك وسمعت بنا فنفضت نمارقها قال فقلت والله يا رسول الله مالنا نمارق قال إنها ستكون فإذا أنت قدمت فاعمل عملا كيسا قال فلما جئنا صرارا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجزور ونحرت فأقمنا عليها ذلك اليوم فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل ودخلنا قال فحدثت المرأة الحديث وما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فدونك فسمع وطاعة فلما أصبحت أخذت برأس الجمل فأقبلت به حتى أنخته على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلست في المسجد قريبا منه قال وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى الجمل فقال ما هذا قالوا يا رسول الله هذا جمل جاء به جابر قال فأين جابر فدعيت له قال فقال يا ابن أخي خذ برأس جملك فهو لك قال ودعا بلالا فقال اذهب بجابر فأعطه أوقية قال فذهبت معه فأعطاني أوقية وزادني شيئا يسيرا قال فو الله ما زال ينمي عندي ويرى مكانه من بيننا حتى أصيب أمس فيما أصيب لنا يعني يوم الحرة.

الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 4/87
خلاصة حكم المحدث: له طرق وفيها اختلاف كثير في كمية ثمن الجمل وكيفية ما اشترط في البيع 
 

No comments:

Post a Comment